قذفت الحبل إلى أعلى السفينه أعتليتها لأول مره أحسست بنشوة لأكتشاف اسرار البحر والتغلب على مصاعبه وتحدي غموضه ولكن على مر السنين سرعان ماتلاشت هذه النشوه أطلقت تنهيدة من أعماق قلبي اليآئس حملت حقيبتي صعدت إلى برج المراقبه جلست على كرسي الخشبي أعز صديق لي على هذه السفينه حاملآ كوبي المفضل وبه قهوة رسم بخآرها الساخن بعدسة تلسكوبي عدة رموز مسحتها بيدي دون أن أعيرها أي أهتمام أحتسيت قهوتي وأشعلت سجارتي أخذت أدخنها بقسوه دون أن أبالي لأحتراقها حمرة أطرافها تناقص حجمها ماخلفته من رماد دخانها الذي رسم حولي غيمة رماديه تهت في ذكرياتي ، حياتي قبل أتخاذ قراري ، أخذني الحنين لعائلتي لأعز أصدقائي رجل ألبس الشيب رأسه تاج الوقار
أخذت أشتكي لهم غربتي علي أجد من يواسيني ولكن دون جدوى_كل من حولي على متن السفينه غرباء لم أحاول جاهدآ التعرف عليهم أو مجاذبة أطراف الحديث مهعم_ حان الغروب أشتد البرد زادت حدة العواصف أخذت السفينه تتأرجح على الأمواج معلنة عزمها على الثبات بدأ القبطان بألقاء الأوامر كالمعتاد
أذهب ،أحضر ، أسدل ،حرك ،راقب ،
روتين ممل حياه كئيبه هكذا صورتها لمن يسألني عن الملاحه،،
وفي يوم من الأيام أشتدت بنا العواصف، الأمواج ثائره تدفع السفينه وكأنها سئمت مرورها المعتاد على ظهرها،،
لم اسمع أوامر القبطان كالمعتاد وكأنه سئم من أطلاقها وتكرار المشهد ألتزم الصمت أحسست بأن الموت قد حان وإذا بشريط الذكريات يمر أمامي حاملآ أحلى ذكرياتي منتهيآ بأمرها. سحبت مذكرتي الصغيره من حقيبتي كتبت رسالة لعائلتي
أخبرتهم بمدى حبي لهم وأشتياقي و ودعتهم طويتها بحذر وضعتها بين أرجل كرسي الخشبي المتهالك لم أكن أعلم كيف كنت أفكر في ذلك الوقت
لأنه سيصعب إيجاد رسالتي بين حطام السفينة بعد غرقنا
ولكني شعرت بأنه يجب علي كتابتها ربما يأس وربما خوف وربما تيقنن بأننا لن نهلك
و سيعاد المشهد مرارآ وتكرارآ كنا من الموت قاب قوسين أو أدنى ولكننا عدنا للحياه ربما لم يزل هناك شئ يتوجب علينا فعله ،،